التصنيفاتالأسواق المالية

الأسواق المظلمة

ظهر في الخمس سنوات الأخيرة -وبالذات مع ظهور التداول عالي تردد- نوع جديد من الأسواق يعرف بالسوق المظلم، وهو سوق لا يفصح عن أية معلومات على الإطلاق، بما فيها أسعار وكميات الأصول. على سبيل المثال، يقوم المتداول بإرسال أمر معين إلى السوق المظلم بحيث يتضمن هذا الأمر كمية الأصول المراد بيعها أو شراؤها، دون معرفة السعر، وهي مخاطرة كبيرة جداً لأن الأسعار في هذا النوع من الأسواق عادة ما تكون مختلفة عن السوق الرسمي، وإن كانت مرتبطة به ارتباطاً وثيقاً. تحتل الأسواق المظلمة نسبة لا يستهان بها من إجمالي السيولة اليومية في الأسواق الأمريكية، حيث شكلت ما لا يقل 32% من إجمالي السيولة في سنة 2012:

Dark-pools-market-share-blog-16-oct-124

الجدير بالذكر أن هذا النوع من الأسواق أخذ طابع الرسمية، حيث تقوم أكبر الأسواق الرسمية الآن (مثل سوقي نيويورك وناسداك) بتوفير أسواق فرعية مظلمة (تعرف حرفياً بـ”الأحواض الداكنة”) تمكن المتداولين من المغامرة للحصول على أسعار أفضل. للوهلة الأولى، قد تبدو العملية غير مجدية، خصوصاً في ظل عدم معرفة الأسعار والكميات. ولكن، هذا النوع من الأسواق شائع جداً بين كبار المستثمرين، حيث تمكن هذه الأسواق هؤلاء المستثمرين من إخفاء الأوامر الكبيرة التي عادة ما تحدث تغييرات سعرية كبيرة في الأسواق الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، أدت السيولة المجزئة في الأسواق الأمريكية (بسبب قانون 2007 الذي تم التطرق إليه في مقالات سابقة) إلى تشريح الأوامر الكبيرة إلى أوامر صغيرة موزعة على أكثر من سوق، مما يعرض هؤلاء المستمثرين إلى مشكلتين وهما العمولة الزائدة، وسرقة السيولة من قبل المتداولين أصحاب التردد العالي، وهي المشاكل التي سيتم التطرق لها في المقالات القادمة، نظراً للجدل الواسع الذي أدت إليه في الأوساط المالية.

نُشرت بواسطة عبدالرحمن الفرهود

عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التجارية، وطالب دكتوراه حالياً في جامعة مانشستر، بعيداً عن الدراسه والعمل، أتداول في سوق الأسهم الأمريكي وسوق العملات الرقمية.