التصنيفاتأوراق أكاديميةالأسواق الماليةالاستثمارالتمويل السلوكي

التقليد في الأسواق المالية

أختلف مع التسمية السائدة في فرع التمويل السلوكي حول فرضية “تقليد” المتداولين لبعضهم البعض سلوكياً، من ناحية عمليات البيع والشراء، حيث يتم تسميتها مجازاً بسلوك القطيع، وذلك لأن عمليات البيع والشراء تتحرك “فرضياً” بشكل جماعي تحت هذه الفرضية، خصوصاً في أوقات نزول الأسعار وازدياد عمليات البيع. والجدير بالذكر أن هذا الموضوع لا يعتبر جديداً، فقد تم التطرق إليه قبل أكثر من 20 سنة في أحد الأوراق المنشورة في سنة 1995 في مجلة المحللين الماليين، والتي توصلت في نهاية المطاف إلى غياب “سلوك القطيع” في أسواق الأسهم الأمريكية. وللمزيد من الدليل الأكاديمي، قام باحثون آخرون باستخدام ذات المنهجية المستخدمة في الورقة السابقة، وتطبيقها على مجموعة من الأسواق المالية حول العالم، حيث تم تأكيد غياب سلوكيات القطيع في أسواق الأسهم الأمريكية وأسواق هونج كونج، ولكن في ذات الوقت تم توثيق سلوكيات القطيع وبشدّة في بعض أسواق الاقتصاديات الصاعدة مثل كوريا الجنوبية وتايوان، ويمكنك قراءة الورقة الأولى من خلال هذا الرابط، والورقة الثانية من خلال هذا الرابط.

لعل السبب الرئيسي لكتابة هذا المقال هو الورقة المنشورة حديثاً والتي تقوم بالبحث عن هذه الجزئية تحديداً في أسواق الأسهم الخليجية، تحت ذات المنهجية، باستخدام التحركات في أسعار النفط، وتم توثيق هذا التأثير في جميع أسواق الأسهم الخليجية باستثناء أسواق قطر وعمان، حيث أشارت النتائج على وجود تأثير ذو دلالة إحصائية، خصوصاً في أوقات نزول الأسعار، كما تشير النتائج أيضاً على التأثير الواضح لأسعار النفط على سلوكيات المتداولين، حيث يقوم المتداولون غالباً بتقليد بعضهم البعض سلوكياً في أوقات ارتفاع أسعار النفط:

ولعل لهذه النتائج ــ إن تم تأكيدها بالمزيد من الدراسات والبيانات ــ إنعكاسات مهمة على استراتيجيات التداول في أسواق الأسهم الخليجية، لاسيما للمهتمين بسياسات واستراتيجيات التداول العكسية ــ Contrarian Trading ــ، ناهيك عن القدرة على استخدام التحركات في أسعار النفط كمؤشر لتوقيت عمليات البيع والشراء في أسواق الأسهم الخليجية، بحيث يمكن للمتداول أن يعتمد على التحركات والأنماط السعرية في أسواق النفط كمؤشر مستقبلي.

يمكنك قراءة الورقة الكاملة من خلال هذا الرابط.

نُشرت بواسطة عبدالرحمن الفرهود

عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التجارية، وطالب دكتوراه حالياً في جامعة مانشستر، بعيداً عن الدراسه والعمل، أتداول في سوق الأسهم الأمريكي وسوق العملات الرقمية.