التصنيفاتالاستثمار

الاستثمار قصير الأجل: المتوسط المتحرك

يشترك المتوسط الحسابي المتحرك مع مؤشر القوة النسبية في نفس الهدف، وهو تحديد وضع الأسهم في المدى القصير من الناحية السعرية، أي كونها تخضع لعمليات شراء كثيفة على المدى القصير، أو العكس. هناك العديد من أنواع المتوسطات المتحركة، كالمتوسط المتحرك البسيط، المتوسط المتحرك الأسي، متوسط هال، متوسط ويلدر… إلخ. بطبيعة الحال، يتم استخدام الأنواع المختلفة للمتوسطات الحسابية باختلاف الهدف الاستثماري والخلفية الإحصائية. علاوة على ذلك، يتم تقسيم المتوسطات الحسابية غالباً على حسب الفترة الزمنية التي يتم قياس المتوسط الحسابي خلالها، ولعل أشهر الفترات هي: 20 يوم، 50 يوم، 100 يوم، و200 يوم.

أستخدم شخصياً نوعين فقط من المتوسطات الحسابية المتحركة: المتوسط المتحرك البسيط (Simple Moving Average – SMA) والمتوسط المتحرك الأسي (Exponential Moving Average – EMA) من خلال الموقع التالي. يقع الفرق بين المتوسطين في آلية توزيع “أوزان” الأسعار خلال الفترات الزمنية، فيقوم المتوسط المتحرك البسيط بإعطاء نفس الوزن لكل فترة زمنية، بينما يقوم المتوسط المتحرك الأسي بإعطاء أوزان أكبر للفترات الزمنية الحديثة أو القريبة. لذلك، أستخدم المتوسط المتحرك البسيط للاستراتيجيات الطويلة أو المتوسطة الأجل، بينما أستخدم المتوسط المتحرك الأسي للاستراتيجيات الاستثمارية قصيرة الأجل التي قد لا تتعدى الأسابيع في بعض الأحوال.

بالطبع، يعتبر هبوط أسعار الأسهم تحت متوسطاتها المتحركة إشارة جيدة للشراء، على فرض أن الهبوط كان بسبب عوامل لا تتعلق بالشركة ذاتها كانخفاض الأرباح أو تغيير الإدارة على سبيل المثال، إنما بسبب عمليات جني الأرباح أو ظروف السوق بشكل عام. والعكس صحيح كذلك، يعتبر غالباً صعود الأسهم بشكل مضطرد فوق متوسطاتها المتحركة وخلال فترة زمنية قصيرة مؤشر جيد للبيع أو على الأقل عدم الشراء على المدى القصير، وذلك لزيادة الاحتمالية الإحصائية لهبوط سعر السهم على المدى القصير. لا أرى جدوى من استخدام المتوسطات المتحركة ذات الفترة الزمنية القصيرة جداً مثل 5 أيام أو 20 يوم، فأستخدم شخصياً المتوسط المتحرك للـ 50 يوم للأغراض الاستثمارية قصيرة الأجل، بينما أركز على المتوسط المتحرك للـ 100 يوم وأكثر للاستثمار قصير الأجل، فهبوط أسعار الأسهم عن متوسطها المتحرك للـ 100 يوم يعتبر فرصة ذهبية غالباً لشراء المزيد من الأسهم.

بطبيعة الحال، لا يتم الأخذ بالمتوسطات الحسابية على أنها مسلّمات تضمن نجاح السياسة الاستثمارية، إلا أن استخدامها بشكل صحيح يزيد من احتمالية زيادةو الأرباح وتقليل الخسائر بشكل كبير جداً. أنصح دائماً بمتابعة المتوسطات المتحركة لأسهمك المفضلة ــ لا أنصح بمتابعة أكثر من 10 سهم ــ بشكل مستمر، اعتماداً على أهدافك الاستثمارية والفترة الزمنية التي ستقضيها هذه الأسهم في محفظتك.

نُشرت بواسطة عبدالرحمن الفرهود

عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التجارية، وطالب دكتوراه حالياً في جامعة مانشستر، بعيداً عن الدراسه والعمل، أتداول في سوق الأسهم الأمريكي وسوق العملات الرقمية.