التصنيفاتالأسواق المالية

سوق الأسهم، وتأثير يناير

إندثرت مع مرور الوقت معظم الظواهر الغير منطقية في الأسواق المالية وخصوصاً الظواهر الموسمية، ربما بسبب الانخفاض التدريجي للعنصر البشري وهيمنة التداول الالكتروني ــ بما في ذلك روبوتات التداول ــ على المشهد العام. كتبت في السابق عن ظواهر غريبة في الأسواق المالية وكان أحدها تأثير شهر يناير وهو أحد أشهر الظواهر المدروسة أكاديمياً ومهنياً، حيث ترتفع غالباً عوائد الأسهم في شهر يناير، وذلك لعدة أسباب تتعلق بالضريبة وأداء مدراء المحافظ على سبيل المثال، تمت دراسة هذا التأثير تاريخياً في عدة دراسات أكاديمية، منها ما وثّقت هذا التأثير، ومنها ما لم تجد تأثيراً لشهر يناير على عوائد الأسهم، بما في ذلك سوق الأسهم الكويتي، كورقة د. تركي الشمري التي لم تجد تأثيراً لشهر يناير، وورقة د. خالد السعد التي درست الموسمية في بورصة الكويت والأسواق الناشئة.

لا زال الحكم مبكراً جداً، ولكن سوق الأسهم الأمريكي افتتح السنة الجديدة في اسبوع قد يكون الأفضل على مر التاريخ، خصوصاً لشركات الداو شركات القطاع التكنولوجي، ربما بسبب التفاؤل المتزايد بتمرير قانون الضريبة الجديد، أو بسبب تعافي أسهم التكنولوجيا بعد موجة البيع القاسية جداً التي حدثت في نوفمبر الماضي، لاحظ أداء مؤشرات سوق الأسهم في الاسبوع الماضي ــ الاسبوع الأول من شهر يناير.

بالطبع، مازلنا في بداية الشهر، ومن الغير المنطقي أن يتم الحكم الآن، لاسيما أن “فقاعة كل شيء” كما يطلق عليها البعض ــ على الرغم من اختلافي مع هذا المسمى ــ ما زالت قائمة، وذلك بسبب استمرار انخفاض أسعار الفائدة، واستمرار تعافي البيانات الاقتصادية، فقيم الأسهم بلغت معدلات قياسية تاريخية، وحمى أسواق العملات الرقمية مازالت قائمة، وأصبح تأثيرها واضح جداً على قطاع أسهم التكنولوجيا. على الرغم من ذلك، يبقى التهديد الحقيقي هو فشل الاحتياطي الفيدرالي إلى الوصول إلى معدل التضخم المستهدف ــ 2% ــ، مما قد يجبر الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ قرارات قد لا تصب في المصلحة العامة، خصوصاً في ظل دفع الكونغرس ومجلس الشيوخ بقانون تخفيض ضرائب الشركات، وهو الذي سيدفع بأرباحها على المدى الطويل.

نُشرت بواسطة عبدالرحمن الفرهود

عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التجارية، وطالب دكتوراه حالياً في جامعة مانشستر، بعيداً عن الدراسه والعمل، أتداول في سوق الأسهم الأمريكي وسوق العملات الرقمية.