التصنيفاتالأسواق المالية

أداء الصناديق المدرجة في السنة الماضية

زادت شعبية الصناديق المدرجة في السنوات الأخيرة بشكل كبير جداً بسبب المميزات الاقتصادية العديدة التي توفرها هذه الصناديق، فهي تعطي المستثمر صاحب الدخل المحدود فرصة ممتازة جداً لزيادة درجة التنويع في محفظته الخاصة، ناهيك عن توفير المجهود المتعلق بمتابعة كم هائل من الشركات. علاوة على ذلك، تقوم أغلب الصناديق المدرجة اليوم بتوزيع أرباح بمعدلات جيدة جداً تصل في بعض الأحوال إلى أكثر من 3% (وهو رقم لا يعني الكثير بالنسبة لبعض المستثمرين ـــ خصوصاً من يتداول في بورصة الكويت ــ، فعلى سبيل المثال، صادف بالأمس إعلان بيت التمويل الكويتي لتوزيع أرباح نقدية بنسبة 7%). حتى بالنسبة للمستثمرين أصحاب الدخل العالي، تبقى الصناديق الاستثمارية اختياراً ممتازاً لغرض التنويع، خصوصاً أن الكثير من الصناديق المدرجة يتخصص في قطاع معين أو صناعة معينة دون أخرى، كالصناديق التي تركز على الطاقة الشمسية على سبيل المثال.

 في السنة الماضية، كان للصناديق المدرجة نصيب الأسد من التغطية الإعلامية، حيث كانت سنة اسطورية بجميع المقاييس، حيث كانت عوائد الصناديق المدرجة ممتازة جداً نسبة إلى معدلات المخاطر القليلة التي تمتلكها، توضح الصورة التالية عوائد أشهر الصناديق المدرجة في البورصة الأمريكية ــ مع العلم أن أغلب هذه الصناديق تمتلك بعض الأسهم في شركات خارج الولايات المتحدة ــ في السنة الماضية، بناء على تقارير زاكس:

بالطبع، كانت العوائد أعلى بالنسبة للصناديق المدرجة التي تستخدم الرفع المالي بمضاعفات عالية جداً، كتلك التي تستخدم الرفع المالي بمعدل الثلاث أضعاف، فعلى سبيل المثال، ارتفع صندوق Direxion Daily Homebuilders & Supplies Bull 3X Shares الذي يركز بشكل أساسي على قطاع الإنشاءات تحت رمز NAIL أكثر من 200% في السنة الماضية. بطبيعة الحال، لا يشكل هذا النوع من الصناديق استثماراً حصيفاً لمعدلات الخطورة الفلكية التي يحملها، فهو يربح ثلاثة أضعاف السوق عند الصعود، والعكس صحيح في حالة النزول، ففي الأيام القليلة الماضية، فقد الصندوق أكثر من 17% من قيمته ــ لاحظ الهبوط الحاط في الصورة التالية ــ، ولا أعتقد بأن الأمر كان مفاجئاً بالنسبة لمن يستثمر في هذا النوع من الصناديق، لأنها استثمارات قصيرة الأجل لا تتعدى الأسابيع في أفضل الأحوال:

أتوقع أن يستمر الأداء الممتاز للصناديق المدرجة في هذه السنة، على الرغم من كثرة الحديث هذه الأيام عن الاحتمالية العالية لرفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي ثلاثة مرة هذه السنة، إلا أنها مازالت منخفضة نسبياً. في المقال القادم سأتطرق إلى الصناديق المدرجة التي استثمر بها حالياً، مع أسباب اختيارها وتوقعاتي المستقبلية.

نُشرت بواسطة عبدالرحمن الفرهود

عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التجارية، وطالب دكتوراه حالياً في جامعة مانشستر، بعيداً عن الدراسه والعمل، أتداول في سوق الأسهم الأمريكي وسوق العملات الرقمية.