التصنيفاتالأسواق المالية

مؤشر فيكس وتضخم أسعار الأسهم

 يقيس مؤشر فيكس معدلات التقلب المتوقعة ــ مستقبلاً ــ في أسعار الأسهم شهرياً، بناء على معدلات التغير في أسعار عقود الخيارات المتعلقة بمؤشر إس آند بي 500 ــ عقود البيع والشراء معاً ــ، وبالتالي يعتبر مؤشر فيكس أحد مؤشرات الأسواق المستقبلية، مما يعطي المتداول في سوق الأسهم انطباعاً عن نظرة المتداولين للسوق بشكل عام، من ناحية الثقة أو “الخوف” من الأسعار المستقبلية، ناهيك عن ارتباط معدلات تقلب الأسعار ارتباطاً وثيقاً بمعدلات العوائد التي قد يجنيها المستثمر، فهناك علاقة عكسية بين معدلات تقلب الأسعار ومعدلات العوائد على المدى الطويل، لاحظ الجدول التالي والذي يبين هذه العلاقة تماماً

يعلم المتابع لسوق الأسهم في الولايات المتحدة معدلات التقلب المنخفضة ــ بشكل استثنائي ــ التي يشهدها السوق حالياً، وذلك لسببين باعتقادي الشخصي. يتعلق السبب الأول بالسياسة النقدية في الولايات المتحدة، والتي لعبت دوراً أساسياً في ثبات معدلات التضخم بسبب معدلات الفائدة المنخفضة نسبياً، أما السبب الثاني يتلخص في مكررات الأرباح المرتفعة ــ نسب الأسعار إلى العوائد ــ للعديد من الأسهم، فهناك علاقة عكسية بين معدلات تقلب الأسعار في الأسواق ومكررات أرباح الشركات، وذلك لارتباط تلك النسب بشكل مباشر أيضاً مع معدلات التضخم، مما يفسر ارتفاعها مؤخراً. لذلك، يستطيع المستثمر توفير الجهد والوقت بالنظر إلى مؤشر فيكس، فارتفاع مؤشر فيكس ينعكس سلباً على الأسواق لتصل إلى نقاط “القاع”، والعكس صحيح بالنسبة لانخفاض مؤشر فيكس، ولعل الرسم التالي يبين العلاقة بشكل أوضح

لاحظ في الشكل التالي الانخفاض التدريجي في مؤشر فيكس سنوياً، حتى وصل إلى معدلات انخفاض قياسية في هذه السنة

بناء على ذلك، يحذر الكثير من علماء الاقتصاد، وأحدهم روبرت شيلر ــ نوبل الاقتصاد، 2013 ــ من احتمالية انفجار فقاعة الأسهم قريباً جداً، خصوصاً أن مكررات الأرباح وصلت إلى معدل مطابق تماماً لسيناريو الكساد العظيم في سنة 1929. يجدر الذكر أن شيلر تنبأ بفقاعتي الدوت كوم ــ سنة 2000 ــ والرهن العقاري في 2008، فإن صحت هذه التوقعات ستهبط الأسعار بمعدلات هائلة

نُشرت بواسطة عبدالرحمن الفرهود

عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التجارية، وطالب دكتوراه حالياً في جامعة مانشستر، بعيداً عن الدراسه والعمل، أتداول في سوق الأسهم الأمريكي وسوق العملات الرقمية.